فتح بكل اختصار هي فتح

موضوع: فتح بكل اختصار هي فتح 21/3/2008, 12:05 pm

في الفاتح من يناير 1965 انطلقت الرصاصات الأولى لقوات العاصفة، الجناح العسكري لحركة فتح،معلنة انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي كان الكفاح المسلح أبرز وأهم سماتها الرئيسية.

وقد حرصت فتح منذ انطلاقتها الأولى على أن تكون إطاراً جامعاً لكل أبناء الشعب الفلسطيني بكل توجهاتهم السياسية، بعيداً عن اللون السياسي والتوجه الأيديولوجي الواحد، فكانت تضم الأخوان المسلمين إلى جانب الشيوعيين والقوميين، فجسدت وحدة الشعب الفلسطيني بكل فئاته في معركة تحرير الأرض المغتصبة.

وإلى جانب ذلك حرصت الحركة على أن تكون الممارسة العملية هي مقياس الحكم على الأداء، لذلك رفعت شعار حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد كطريق وحيد لتحرير الأرض الفلسطينية، فكان هذا الشعار هو الناظم والموحد لكل أبناء حركة فتح، مع تأكيد الهوية الوطنية الفلسطينية والقرار الوطني المستقل، باعتباره المدخل الملائم لإعادة تنظيم وتأطير قوى الشعب الفلسطيني وزجها في معركة التحرير وإعادة وضع القضية بيد أبنائها المخلصين، بعد أن ظلت لسنوات طويلة خاضعة لحسابات وتقلبات البازار السياسي العربي.

وقد أثارت طروحات فتح هذه حنق الأنظمة العربية التي رأت فيها محاولة لسلخ القضية الفلسطينية عن محيطها العربي وحشر بعض الأنظمة في توقيت غير ملائم، الأمر الذي دفع هذه الأنظمة على محاولة حصار الحركة وعدم التعامل معها، إلى أن جاءت هزيمة حزيران 1967، التي ألقت بظلها الثقيل على الواقع الرسمي والشعبي العربي، لتصبح فتح والثورة الفلسطينية الحصن المنيع في مواجهة الهزيمة، ويتحول الفدائي الفلسطيني إلى رمز التحدي والصمود وخلاص الأمة من الواقع المر الذي أدخلته فيه هزيمة حزيران 1967.

معركة الكرامة

وجاءت معركة الكرامة في آذار 1968 التي واجه فيها الفدائيون الفلسطينيون بأجسادهم العارية وأسلحتهم البسيطة والمتواضعة الدبابات الإسرائيلية، وحطموا فيها أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، لتشكل نقطة الانعطاف الأولى والتحول النوعي الأول في تاريخ الثورة الفلسطينية والمنطقة عموماً، حيث أدى صمود الفدائيين في هذه المعركة إلى جعل قادة العدو الصهيوني يعيدون حساباتهم، بعد أن كان وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه ديان يتبجح قائلاً إن المقاومة الفلسطينية كالبيضة نستطيع أن نكسرها في أي وقت نشاء.

وتوالت عمليات فتح عبر نهر الأردن لتضيف انتصارات جديدة إلى الانتصار الكبير الذي حققه الفدائيون الفلسطينيون في معركة الكرامة ولتسدد المزيد من الضربات الموجعة إلى الأمن الإسرائيلي في العمق.

ورغم مجازر أيلول في الأردن التي أفقدت الثورة الفلسطينية ساحة نضال رئيسية، ورغم عظم المؤامرات التي واجهت حركة فتح والثورة الفلسطينية فقد بقيت بنادق فتح مشرعة في وجه العدو الإسرائيلي وحافظت الحركة على دورها الريادي والمتميز في إطار الثورة الفلسطينية.

ولم تفلح التدخلات العربية ومحاولات الأنظمة الهادفة لتدجين الثورة الفلسطينية ومصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والانشقاقات التي افتعلتها هذه الأنظمة، في صرف حركة فتح عن الهدف الرئيسي،وبقيت الحركة بقيادة القائد الرمز ياسر عرفات محافظة على بوصلة الاتجاه نحو الهدف الذي اختطته لنفسها منذ انطلاقتها الأولى.

اثر الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 وبعد الصمود الأسطوري الذي واجه به المقاتلون الفلسطينيون في بيروت القوات الغازية،سأل أحد الصحفيين الأخ أبو عمار بينما كان يهم بركوب السفينة اليونانية مغادراً بيروت: إلى أين ستتجه الآن؟ أجاب الرئيس عرفات بعظمة وشموخ القائد والمناضل: إلى فلسطين إن شاء الله.

فتح والتسوية

طرحت حركة فتح في سنوات انطلاقتها الأولى رؤيتها لحل القضية الفلسطينية عبر إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين يعيش فيها العرب واليهود متساوين بنفس الحقوق والواجبات، باعتبار أن ذلك يمثل الحل الأمثل للقضية الفلسطيينة ولتخليص اليهود من هيمنة وعنصرية الصهيونية، وكانت الحركة ترفض الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة ولاسيما قرار التقسيم وقراري مجلس الأمن 242و338.

إلا أن مواقف فتح من التسوية تطورت لاحقاً، بعد حرب تشرين 1973 وطرح برنامج النقاط العشر أو ما سمي في حينه البرنامج السياسي المرحلي، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية على أي شبر يندحر عنه الاحتلال، رغم أن هذا البرنامج ووجه في البداية بمعارضة شديدة داخل أطر الحركة، إلا أن تم تبنيه في دورة المجلس الوطني التي عقدت في القاهرة عام 1974.

وشكلت وثيقة الاستقلال التي تم الاعلان عنها في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988 اللبنة الأولى على طريق تجسيد وإقامة الدولة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

"اوسلو"

وفي عام 1992 وافقت حركة فتح على المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام، ضمن وفد فلسطيني – أردني مشترك، رغم التوجهات التي كانت قائمة لاستبعاد أية مشاركة فلسطينية مباشرة في هذا المؤتمر، رغبة في إعادة وضع القضية الفلسطينية على الخارطة الدولية، بعد الهزات العنيفة التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية وخروج قوات الثورة من بيروت عام 1982.

وخاضت حركة فتح تجربة اتفاقيات أوسلو رغم مساوئها المتعددة، انطلاقاً من مقولة " الغوص في الوحل لاستخراج اللؤلؤ منه" في الوقت الذي حجمت فيه باقي الفصائل عن خوض هذه التجربة التي تجرعت حركة فتح مرارتها منفردة وتحملت المسؤولية عنها منفردة، إلا أن هذه التجربة رغم مساوئها وثغراتها أثمرت عن قيام أول سلطة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونقلت الصراع الذي نشهد استعار اواره الآن، الى الداخل الفلسطيني والى الأراضي المحتلة، وبذلك اعطت الصراع ابعاداً ومنطلقات جديدة لم تتوفر له من قبل.

الانتفاضة

ولم تفلح هذه الاتفاقيات في تدجين المقاتل الفلسطيني وتحويله الى اداة وشرطة قمع لشعبه، وظل محافظاً على مبادئه ووفائه لشعبه الذي حمل السلاح دفاعاً عنه.

ورغم الهزات والتفاعلات العنيفة التي شهدتها حركة فتح وتأثيرات اتفاقيات اوسلو السلبية ظلت الحركة محافظة على دورها الريادي والطليعي في اطار منظمة التحرير، و الانتفاضة الشعبية الباسلة، حيث قادت حركة فتح جنباً الى جنب مع باقي قوى المقاومة، كافة فعاليات الانتفاضة، وفقدت الحركة العديد من كادراتها وقادتها في معارك المواجهة بعد ان وضعتها اسرائيل في دائرة الاستهداف المباشر وسقط منها العديد من القادة والكوادر والمناضلين واسر العديد من كادراتها وعلى رأسهم المناضل مراوان البرغوتي عضو المجلس التشريعي وعضو المجلس الثوري لحركة فتح.

وتم تشكيل كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري الضارب للحركة الذي سدد عده ضربات نوعية موجعة للعدو وجسد مقوله التكامل بين كافة اشكال النضال، السياسي و الجماهيري والمسلح.

"فتح والاصلاح"

وتحملت حركة فتح، التي هي بطبيعة الحال حزب السلطة الفلسطينية، مساوئ وتجاوزات المؤسسات والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، رغم ان الحركة حرصت منذ البداية عن تمييز نفسها عن السلطة الوطنية باعتبارها فصيلاً طليعياً جماهيرياً من فصائل منظمة التحرير.

وحملت الحركة لواء المطالبة باصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية الوطنية منذ بداية تشكيلها، وخاضت حرباً لا هوادة فيها ضد الفساد انطلاقاً من ان الاصلاح يقوى ويعزز صمود الشعب الفسطيني، وخاضت كتلة فتح داخل المجلس التشريعي صراعات حادة داخل المجلس من اجل الاصلاح.

بنية فتح

اليوم لابد من وقفة مع الذات ومحاولة اصلاح البيت الفتحاوي الذي تعرضت دعائمه لهزات متوالية، إنطلاقاً من المقولة الشهيرة " اذا صلحت فتح صلحت احوال الثورة الفلسطينية" التي تأخذ في الاعتبار دور فتح الريادي والتاريخي داخل الحركة الوطنية الفلسطينية وهنا تاتي اهمية انعقاد المؤتمر العام السادس للحركة من اجل تجديد واعادة انتخاب الهيئات القيادية وخاصة اللجنة المركزية والمجلس الثوري كهيئات قيادية اولى والعمل على تفعيل دور واعادة بناء مؤسسات الحركة.

اليوم نحن نقف بكل فخر واعتزاز وشموخ، وننحني امام تضحيات شهدائنا الأبرار واسرنا البواسل في السجون الاسرائيلية، لابد من التأكيد على:

· التمسك بالقيادة الشرعية والمنتخبة للشعب الفلسطيني ممثلة بالقائد الرمز الأخ الرئيس ياسر عرفات ورفض كل المحاولات الهادفة للنيل منه ومن مكانته ودوره النضالي التاريخي، والدعوة لفك الحصار عن الرئيس باعتبار الى ذلك يشكل المدخل الصحيح للعودة الى طاولة المفاوضات.

· التأكيد على اهمية اصلاح مؤسسات السلطة الوطنية ومحاكمة المتورطين في الفساد واعتبار هذا مطلباً وطنياً ملحاً

التاكيد على اهمية استمرار الحوار الوطني الفلسطيني والتوصل الى استراتجيية ورؤية نضالية موحدة لكافة القوى والفصائل الفلسطينية من اجل مواجهة استحقاقات المرحلة الصعبة.

واخيراً اقول ان حركة فتح سوف تظل امينة لثوابتها ومنطلقاتها وان المارد الفتحاوي سيبقى كما عهدناه دائماً في الطليعة.

واقول لقائد المسيرة الأخ الرئيس ابوعمار: لن ننسى ذكراك و سوف نسير على خطاك .

راجع يا فلسطين

موضوع: رد: فتح بكل اختصار هي فتح 22/3/2008, 4:12 pm

مشكور يا اخى على مساهمتك الى الموقع وتحياتى لك اخوك نصر ابو مهند

موضوع: رد: فتح بكل اختصار هي فتح 22/3/2008, 9:29 pm

مممممممممممممممششششششششششششكور

موضوع: رد: فتح بكل اختصار هي فتح 23/3/2008, 9:53 am

يسلمو اخواني على المرور